ترتيب الموضوعات الأصولية
نبذة عن الموضوع:
من المهم في كل فن أن يتضمن ما يفصح عن موضوعاته ، ويكشف عن مساره ، ويجلي فكرته ، وقد برز اهتمام علماء أصول الفقه بهذا المجال ، وكان من أهم ما تميزوا به العناية بترتيب مباحث أصول الفقه ، على وجهٍ يُطلع الناظر على جميع مقاصد هذا العلم ، ويفيده الاحتواء على جميع مسارح النظر فيه ، ولهذا عُني كثير من الأصوليين بإفراد قضية الترتيب بالكلام ـ وهو الأمر الذي لا نكاد نجده في الفنون الأخرى ـ وأبرز الحاجة إلى ذلك ما يوجد في بعض دواوين الأصول من ذكر تفاريق فصول الأصول مفرّقةً في مواضع شتى لا تتناسب ولا تجمعها رابطة ، فلا يهتدي الباحث إلى مقاصدها ، ووجه الحاجة إلى معرفتها ، وكيفية تعلقها بأصول الفقه . وقد أشار إمام الحرمين الجويني إلى أن معرفة الترتيب من أظهر ما يعين على إدراك العلم ، ويؤمل من خلال البحث استقراء أشهر دواوين الأصول باختلاف مناهجها ومدارسها ، وبيان منهج كل كتاب في ترتيب موضوعاته لما في ذلك من كشف لمسار التأليف الأصولي ، وبيان تطوره عبر القرون ، وتسهيل لوقوف الباحثين بمختلف تخصصاتهم على موضوعات أصول الفقه المختلفة .