الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (1270-1343هـ)
بين علوم الرواية والدراية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الحديث عن شخصية الشيخ العلامة والمؤرخ النسّابة إبراهيم بن صالح بن عيسى الزيدي نسبًا الشقراوي أصلاً الأشيقري مولدًا ومنشأً الحنبلي مذهبًا (1270ـ 1343هـ) حديثٌ ذو شجون؛ لأنه حديث عن قامةٍ علمية سامقة في عددٍ من الفنون، وقد شكّل الإرث الثقافي الذي خلّفه باختلاف صوره نتاجاً ذا عائدة علمية واجتماعية عالية، فلا غرو أن كان محلَّ اهتمام العلماء والباحثين باختلاف صنوفهم وتنوع اختصاصاتهم.
وعلى الرغم من المنزلة العالية التي تبوأها الشيخ ابن عيسى في حياته وبعد مماته، إلا أن الدراسات العلمية حول هذه الشخصية لم ترتقِ في الاستيفاء إلى الغاية المنشودة، وإذا ما حاول الباحث استقراء الأوعية البحثية والمكانز الموضوعية وقواعد المعلومات وفهارس الرسائل الجامعية فإنه لا يجد من الدراسات والأطروحات الأكاديمية ما تتناول هذه الشخصية الفذة على جهة الاستقلال.
وبصرف النظر عن كتب التراجم المحلية التي تناولت الشيخ ابن عيسى[1]، فقد عرض عددٌ من الباحثين للكلام حول الشيخ من خلال دراسات عامة تتناول الحديث عن المؤرخين، كما هو الشأن في سلسلة الشيخ حمد الجاسر “مؤرخو نجد من أهلها”[2]، أو الكلام عن العلماء في منطقة أشيقر خاصة، كما في كتاب “العلماء والكتّاب في أشيقر” للأستاذ عبدالله البسيمي [3]، وتعد دراسته من أميز الجهود المتأخرة في الحديث عن الشيخ ابن عيسى، وبخاصة في ما يتصل بتتبع تلامذته وآثاره.
ونشر الدكتور أحمد البسام دراستين، أولاهما بعنوان: “ورقات غير منشورة من تاريخ الشيخ إبراهيم بن عيسى” [4] ، والثانية بعنوان: “قراءة في بعض المذكرات والرسائل الشخصية للشيخ إبراهيم بن عيسى” [5] وعرضت جانبًا من حياة الشيخ الخاصة وعلاقاته مع أهل العلم مع الإشارة إلى بعض رحلاته العلمية، وقد تميزت هاتان الدراستان بالكشف عن جملةٍ من الوثائق الجديدة.
كما نشر الأستاذ يوسف المهنا في مجلة الدارة وثيقةً للشيخ ابن عيسى تتضمن ذكر رحلته إلى بلاد الهند سنة 1323هـ [6].
إن هذه الزمرة من الدراسات تثبت أن للشيخ ابن عيسى تراثًا لم ير النور بعد، وهو ما دفع دارة الملك عبدالعزيز مؤخراً لتبني مشروع نشر الأعمال الكاملة للشيخ، الأمر الذي قد يدفع أصحاب المكتبات الخاصة لبذل ما لديهم من الوثائق المتصلة به.
ـ شيوخ ابن عيسى ورحلاته العلمية:
لا ريب أن لشيوخ التلامذة وأساتيذ الطلبة الأثرَ البالغ في رسم التوجهات وتأطير الفكر لمن يتتلمذ لهم، وقد أخذ الشيخ ابن عيسى بنصيب وافر عن عدد من أهل العلم، وكشفت لنا إجازاته المكتوبة لبعض تلامذته جانباً مهماً في هذا الصدد، ومن هؤلاء:
1ـ قاضي شقراء الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى (1249ـ1331هـ). قرأ عليه في الفقه والفرائض، ورحل معه إلى الرياض وحائل، وقال عنه المترجَم في بعض إجازاته:
” شيخنا العالِم العلامة، الماشي على طريق الحق والاستقامة، الفقيه النبيه النبيل، الحَبر الجليل، ابن العم الشيخ القاضي علي بن عبدالله بن عيسى” [7].
2ـ قاضي المجمعة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى (1253ـ1329هـ) أخذ عنه في مكة وشقراء والمجمعة، وقرأ عليه في التوحيد والفقه والحديث. وقال عنه:
” شيخنا الإمام العالِم العلامة ، الحَبر البحر الفهّامة، السائر على طريق السلف الصالح ، والسالك على نهج الرعيل الفالح، مفخر العلماء والمدرسين، وعين الفقهاء والمحدّثين: ابن العم الشيخ أحمد بن الشيخ القاضي إبراهيم بن حمد بن عيسى” [8].
3ـ قاضي الزبير الشيخ صالح بن حمد المبيِّض الزبيري الحنبلي (ت/1315هـ). قرأ عليه في الفقه أثناء تواجده في بلدة الزبير.
4ـ قاضي القطيف الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن مانع الشقراوي ثم الأحسائي (ت/1287هـ)، كان ابن عيسى كاتبًا له، واستفاد من شيخه في الفقه والقضاء، وتأثر به في الاهتمام بالتاريخ والأنساب، وقال عنه:
“كان عالماً فاضلاً أديبا لبيباً بارعاً، كثيرَ المطالعة، سديدَ المباحثة والمراجعة، مكبّاً على العلم منذ نشأ إلى أن مات” [9] .
5ـ قاضي الأحساء الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكّاس المالكي (1268ـ1338هـ) لازمه عشر سنين ، وأخذ عنه في الفقه والفرائض وعلوم العربية.
والملحوظ أن شيوخه الخمسة المذكورين كانوا قضاةً في النواحي التي مكثوا بها، وهو ما يعني أن أكثر تحصيل ابن عيسى كان في الفقه وما يتصل به من شؤون القضاء وقسمة التركات، ولا يعني ذلك عدم القراءة عليهم في غير هذا الفن، فقد سمع ابن عيسى من عمه الشيخ أحمد حديثَ الرحمة المسلسل بالأولية على شرط المحدّثين، وبيّن ذلك فقال:
“لمّا كان من عادة أهل هذا الشأن أن يبتدئوا في الإجازات الجلية بالحديث المسلسل بالأولية اقتدينا بهم؛ إذ هم السلف فنقول: حدثنا به شيخنا أحمد بن إبراهيم بن عيسى وهو أول حديث سمعتُه منه، قال: حدثنا الشيخ عبدالرحمن بن حسن وهو أول حديث سمعته منه…” [10]. ثم ساق الإسناد بتمامه.
ثم إنه قرأ على شيخه المذكور أوائل الكتب الستة الحديثية وغيرها، وروى عنه بالإجازة وفق ذلك كما نص على ذلك الشيخ أحمد في إجازته له، حيث قال:
” قد لقيني الأخُ في الله ، والمنيب الأوّاه: الشيخ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن عيسى ، وقرأ عليَّ أطرافاً من الكتب الستة وغيرها، ثم بعد ذلك طلب مني أن أجيزه بمروياتي وأوشحه برواية مسموعاتي، فأجبته إلى مطلوبه، وأسعفته بمرغوبه” [11].
6ـ الشيخ الطبيب المعمّر محمد سعيد بن عبدالله العازمي الكويتي المالكي (1266ـ1362هـ)، قرأ عليه ابن عيسى بالكويت سنة 1302هـ في علوم العربية.
7ـ أمير بهوبال الهند الشيخ صدّيق حسن خان القنّوجي (1248ـ1307هـ) قرأ عليه أثناء رحلته إلى الهند، ولازمه سنتين، كما قرأ في أثناء ذلك على علماء هنود آخرين، وأجيز من هؤلاء بسندٍ متصل [12] .
وتشير المصادر إلى رحلته إلى عدد من بلدان العراق، كبغداد، والكوفة، والبصرة، إضافة إلى بلدة الزبير، وسافر إلى القصيم غير مرة، وكان يخص عنيزة وأهلها بمزيد احتفاء، كما أنه رحل إلى مكة لحج الفريضة سنة 1311هـ، وفيها التقى بشيخه أحمد بن عيسى، وكانت بينهما مراسلات قبل ذلك العام، ولا نعلم إن كان قد ارتحل إلى مكة بعد ذلك العام.
ـ تلاميذ ابن عيسى:
إن مما يعين على تحديد التوجه العلمي والتخصص المعرفي للشيخ ابن عيسى معرفة الطلبة الذين تتلمذوا له، وما أثنوا به عليه من عبارات، والكشف عن الكتب التي قرأوها عليه ودارسوها بين يديه، ولا تذكر المصادر إلا عدداً محدوداً من الطلبة، سواء في أشيقر أو في عنيزة التي استقر بها آخِراً، وتكتفي بسرد أسماء الطلبة بلا تحديدٍ لماهية المقروءات عليه، والغالب أنها دراسةٌ في الفقه الحنبلي.
وقد ورد في ثناء تلامذته عليه ما يوضح مكانته العلمية التي كان عليها، ومن ذلك:
1ـ تلميذه الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان (1292ـ1349هـ) حيث قال:
“كان عالماً عاملاً، محقّقاً مدقّقاً، مبرّزاً في علم التاريخ والأنساب، كثير التقييد للفوائد، وقد كتب من ذلك الكثير النافع بخطه الحسن الممتاز الضبط” [13].
ووصفه في رسالة وجهها إليه سنة 1342هـ قال: “فقيه الأدباء وأديب الفقهاء سيدي شيخنا إبراهيم بن صالح بن عيسى” [14] .
2ـ تلميذه الشيخ سليمان بن صالح البسام (1318ـ1405هـ) حيث قال:
“له في كل علمٍ باعٌ طويل، سواء كانت شرعية، أو لغوية، أو تاريخية، أو ما يتصل بالأنساب، أو غير ذلك من المعارف” [15] .
ويمكن القول بأن تلميذه الأخص الشيخَ عبدالله بن عبدالرحمن بن جاسر التميمي الأشيقري ثم المكي (1313ـ1401هـ) ـ رئيس محكمة التمييز بمكة ـ كان له الأثر الأبرز في الإفصاح عن اهتمامات الشيخ العلمية وما جرى له من ترشيحه للقضاء وامتناعه من ذلك، وبيان أوقات دروسه، حيث يقول عن شيخه ابن عيسى:
“كان في بداية طلبه العلم يتجوّل في البلدان، وإذا وجد ما يعجبه من الفوائد نقله بخط يده، وكان لا ينفك في غالب أوقاته من المطالعة، حتى إذا خرج من بيته أخذ معه بعض المجاميع التي هي بخط يده، وكان ذا قناعة في الدنيا، ولا يرغب المناصب بل يتباعد عنها، وقد طلب منه أعيان مدينة عنيزة في أيام الأمير محمد بن رشيد أن يتولى القضاء في مدينتهم، فأبى، وكان يجلس لطلبة العلم في بلدة أشيقر في المسجد الجامع بعد طلوع الشمس، وفي المسجد الجنوبي بعد صلاة الظهر، وقد كتب بخطه من الفوائد ما يقارب عشرين مجموعاً” [16] .
وأما عن دروسه في عنيزة، فقد ذكر القاضي في روضة الناظرين أن الشيخ ابن عيسى كان يحضر دروس جدّه الشيخ صالح العثمان القاضي (1282ـ1351هـ) في الجامع الكبير، فإذا فرغ الشيخ صالح من درسه انفتل الشيخ ابن عيسى ببعض الطلبة إلى شمالي الجامع المسجد ليقرأوا عليه في الحديث والفرائض والعربية [17] .
وقد أورد أحد تلامذة الشيخ عبدالله بن جاسر [18] في ترجمته له الواردة في مقدمة منسكه الشهير “مفيد الأنام” تفاصيلَ مقروءاته بأشيقر على شيخه ابن عيسى، ونورد النص بتمامه لأهميته، حيث يقول:
“اشتغل شيخنا بطلب العلم لدى شيخه إبراهيم بن صالح بن عيسى في بلد أشيقر، ولازمه ملازمةً تامة، وكان ابتداء طلبه العلم لدى شيخه إبراهيم المذكور سنة 1326هـ، ولم يزل يقرأ عليه في كثير من الفنون قراءة بحثٍ وتحقيق إلى سنة 1342 هـ، ومن الكتب التي قرأها على شيخه في أول الطلب (مجموعة التوحيد) ثم بعد إكمالها قرأ عليه (فتح المجيد)، ثم (شرح الدليل) و(شرح الزاد)، و(شرح الشنشوري) مع حاشية إبراهيم الباجوري في الفرائض، كرره قراءةً على شيخه عشر مراتٍ تقريباً. وفي اللغة العربية (شرح الشيخ خالد على الأجرومية) ثم (متممة الأجروية) وشرحيها للأهدل والفاكهي، ثم (شرح القطر) ثم قرأ عليه (شرح المنتهى) للشيخ منصور البهوتي قراءةَ بحثٍ وتحقيق وتفهّمٍ وتدقيق، وأكمل دراسته عليه مرتين، وعلّق رحمه الله على (شرح المنتهى) على نسخته الخطية أثناء الدرس والمطالعة حاشيةً حافلة تحتوي على فوائد نفسية ومباحثَ عزيزة وهي باقية حتى الآن لم تُجرّد ولو جُردت لجاءت في مجلدين وليتها تجرد؛ لأن الكتابة قد استغرقت جميع مواضع البياض ويُخشى من انقطاع أطراف الورق فتذهب الفائدة بفقدان بعض الكلمات. وقرأ على شيخه في العروض كتاب (الجدول الصافي في علمي العَروض والقوافي)، وقرأ عليه (الجزرية) وشروحها لابن المصنف والشيخ زكريا الأنصاري وغيرهما، وقرأ عليه أطرفاً من (الكتب الستة) و(تفسير القرآن العظيم) وغير ذلك من الفنون، ولازم شيخه إبراهيم المذكور ست عشرة سنة إلى أن سافر الشيخ إبراهيم إلى بلد عنيزة، وسافر شيخنا إلى مكة” [19] .
وهذا النص النادر المهم يفيد بمشاركة الشيخ ابن عيسى في غير ما فن، وإذا ما أردنا تصنيف الكتب المذكورة، فنسجدها تنضوي تحت ثمانية فنون:
1ـ التوحيد، حيث درس عليه “مجموعة التوحيد”، وكتاب “فتح المجيد شرح كتاب التوحيد” للشيخ عبدالرحمن بن حسن.
2ـ التفسير، فقد قرأ عليه طرفاً من “تفسير القرآن العظيم”، والمراد به تفسير ابن كثير.
3ـ التجويد، حيث قرأ عليه منظومة “الجزرية” الشهيرة لناظمها شيخ القرّاء محمد الجزري، مع شرحين لها: شرح ابن الناظم، وشرح الشيخ زكريا الأنصاري.
4ـ الحديث، واكتفى بقراءة أطراف “الكتب الستة”، ورواها وغيرها عنه بالإجازة.
5ـ النحو، فقرأ عليه في متن “الآجرومية” ومتممتها للأهدل، وشرحهما للأهدل والفاكهي، كما قرأ عليه متن “قطر الندى” لابن هشام وشرحه عليه.
6ـ العروض، فقرأ عليه كتاب “الجدول الصافي في علمي العروض والقوافي” لجرجس الغوسطاوي اللبناني، وقد طبع هذا الكتاب قديماً سنة 1870م.
7ـ الفرائض، واكتفى فيه بكتاب واحد، وهو “شرح الشنشوري” على منظومة الرحبية المطبوعة مع حاشية إبراهيم الباجوري عليها. ولكنه كرره عليه عشر مرات سعياً في ضبط هذا العلم، وتحقيقاً للمقولة الشهيرة: “صاحب الكتاب يغلب صاحب الكتب”.
8ـ الفقه، وفيه خاض مع شيخه في البحر العباب، حيث قرأ عليه في بدايات طلبه عليه متن “دليل الطالب” للشيخ مرعي الكرمي، وشرحه المسمى بـ”نيل المآرب” للتغلبي، كما قرأ عليه متن “زاد المستقنع” للحجّاوي مع شرحه “الروض المربع” للبهوتي، ثم بعد ذلك شرع في المطولات، فدرس عليه كتاب “منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات” لابن النجار الفتوحي، وشرحه الكبير “دقائق أولي النهى لشرح المنتهى” المعروف اختصاراً بـ”شرح المنتهى” للبهوتي، وقرأه عليه مرتين، مع ضخامة هذا الكتاب ودقة مسائله ووعورة مسالكه، ومع ذلك فقد قرأه عليه “قراءة بحثٍ وتحقيق وتفهّمٍ وتدقيق” وهذا يستدعي تأنياً في القراءة ومباحثةً تطول مع شيخه ابن عيسى، ولذا فلا عجب أن أثمر هذا الجهد الكبير عن تعليقاتٍ وحواشٍ دوّنها تلميذه ابن جاسر في نسخته الخاصة من شرح المنتهى، بحيث أصبحت تمثل بذاتها مصنَّفاً مستقِلاً يُقدَّر في مجلّدين اثنين.
ويشير النص أيضاً إلى أنه قرأ على شيخه ابن عيسى في “غير ذلك من الفنون” وهذا يؤكد ما كان عليه الشيخ من تفنّن ومشاركة في العلوم، ويمكن أن يُراد بذلك فنونٌ أخرى مساندة، كعلم أصول الفقه، والقواعد الفقهية، ومصطلح الحديث، وعلوم البلاغة والمنطق وغير ذلك. إضافة إلى تخصصه المعلوم في التاريخ والأنساب.
ـ مكتبة الشيخ ابن عيسى:
إن الحديث عن علم الشيخ ابن عيسى يستدعي النظر فيما يتصل بإرثه الثقافي الذي يعكس نوع اهتمامه بالعلوم، ويمكن الحديث عن ذلك من جانبين:
1ـ الجانب الأول: بناء المكتبة:
لقد استفاد الشيخ ابن عيسى في تكوين مكتبته من ملازمته لشيوخه، فشيوخه الثلاثة: علي بن عيسى، وأحمد بن عيسى، وعبدالرحمن بن مانع، كانوا من كبار تلامذة فقيه نجد العلامة الشيخ عبدالله البابطين (1194ـ1282هـ)، واطلعوا على ما تملّكه من كتب نفيسة، وأرجّح أن كثيراً منها آل إلى الشيخ عبدالله من طريق شيخه الرحالة عبدالله بن طراد الدوسري (1146ـ1225هـ) المعروف برحلاته إلى الشام ولقيّه كبار علمائها، كالشيخين أحمد وعبدالرحمن البعليين، والشيخ مصطفى اللبدي، والشيخ محمد الكزبري، والعلامة السفاريني، وغيرهم، وحيازته الكتب خلال تلك الرحلة. وقد آل بعضُ نفائس الكتب إلى ابن عيسى من شيوخه هؤلاء، سواء أكان ذلك بطريق الهبة والمناولة، أم بطريق النظارة عليها حال وقفها من قبل شيوخه، وهذا قد تكرر في غير كتاب من كتب شيخه علي بن عيسى على جهة الخصوص.
وتذكر بعض المصادر أن الشيخ ابن عيسى تزوج بأرملة شيخه عبدالرحمن بن مانع (ت/1287هـ) الذي لم يعقب، واستفاد من كتب شيخه التي آلت إلى زوجته [20].
كما أن اهتمامه بفهرسة بعض المكتبات الخاصة، مثل مكتبة آل طوق [21] يكشف عن اهتمامٍ بالغ بالاطلاع على الكتب في مختلف المكتبات، وربما السعي في إقناع بعض أصحابها لحيازتها بثمنها إن لم تكن موقوفة، وقد سعى الشيخ لفهرسة بعض المكتبات الخاصة ولم يحظ بموافقة أصحابها [22] ، كما مكث بعنيزة في إحدى أسفاره إليها ما يزيد عن السنة، دوّن خلالها في مجاميعه ملحوظاتٍ حول ما أمكنه الوقوف عليه من مخطوطات.
وقد اجتمع للشيخ ابن عيسى جملةٌ وافرة ونفيسة من المخطوطات ذات القيمة العالية، ويتجلى ذلك عندما نعلم أنه حاز كتباً بخطوط مصنفيها، وإن لم تكن جميعها تامةً سالمةً من الخروم، ومن النماذج على ذلك: كتاب إدراك الغاية للصفي البغدادي، ومنهاج السنة لابن تيمية [23]، ومسوّدة الإنصاف للمرداوي، وجمع الجوامع لابن عبدالهادي، وغير ذلك. كما سجّل وقوفه على جملة من خطوط العلماء، كالفيروزآبادي، والحافظ المزِّي، والإمام الذهبي، والحافظ ابن حجر، وغيرهم.
وله تعليقاتٌ نفيسة على طائفة من كتبه، إما بياناً للكتاب، أو ترجمةً لمؤلفه، أو تعليقاً على بعض مسائله، أو تصحيحاً لبعض عباراته، وقد وقفت على نسخة له من كتاب العقيدة الواسطية لابن تيمية، صححها بالمقابلة على نُسخٍ أخرى [24] .
ولم يكن اهتمام الشيخ منحصراً في جمع المخطوطات، وإنما امتد اهتمامه إلى حيازة المطبوعات، ومن ذلك ما ورد في رسالةٍ مؤرخة منه سنة 1330هـ يسأل فيها تلميذه بالكويت الشيخَ عبدالله بن خلف الدحيان عن ثمن كتاب “القاموس المحيط” للفيروزابادي ، المطبوع آنذاك بمصر، لغرض شرائه [25] .
2ـ الجانب الثاني: تفرّق المكتبة:
تعد مكتبة الشيخ ابن عيسى من أهم المكتبات النجدية، ويعود ذلك إلى نوعية الكتب من حيث تاريخها وصحة أصولها، لا من جهة كثرة ما حازه منها.
ومع ذلك فإن كتب الشيخ رحمه الله تفرّقت في حياته وبعد مماته، فقد كان يرسل جملةً منها إلى الكويت بطلبٍ من تلميذه الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان، بعضها بطريق البيع، وبعضها الآخر بطريق الهبة، وغالب ما يهبه له من قبيل الوقف، ثقةً منه بتلميذه المذكور، وقد آلت جملةٌ منها اليوم إلى مكتبة الأوقاف الكويتية[26]، وأوقف جملةً منها بعنيزة وجعل النظر فيها لبعض تلامذته، ومن أشهرهم الشيخ سليمان الصالح البسام (1318ـ1405هـ).كما أنه أوقف جملةً منها وبقيت تحت نظره، وكان يكتب عليها: “هذا الكتاب وقفٌ لله تعالى لا يُباع ولا يُوهب ولا يُورث، فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يُبدِّلونه، والنظر عليه لإبراهيم بن صالح بن عيسى، لطف الله به” [27].
وقد انتقل الشيخ ابن عيسى بأهله ومكتبته من أشيقر إلى عنيزة سنة 1342هـ واستقر هنالك إلى وفاته ضحى الثامن من شوال سنة 1343هـ، وبيعت كتبه، واشترى كثيراً منها الشيخُ سليمان بن صالح البسام، وقيّد عليها تملّكه بالشراء الشرعي، وقد اطلعتُ على فهرسة مكتبة الشيخ سليمان، فإذا هي تكشف عن نفائس يندر اجتماعها في مكتبةٍ خاصة واحدة، وعلى بعضها تقييدات وتملكات وأوقاف بخط الشيخ ابن عيسى، ونذكر من هذه الكتب: الصحاح للجوهري، ووفيات الأعيان لابن خَلِّكان، وجمع الجوامع لابن عبدالهادي، والإنصاف للمرداوي، وتلخيص قواعد ابن رجب على أبواب الفقه، ونظم الكبائر للحجّاوي، وعيون الأخبار في مصطلح أهل الآثار، وفتاوى لعدد من علماء نجد، كالشيخ علي بن عيسى والشيخ عبدالله بن عبداللطيف، كما حوت جملةً من مجاميع الشيخ العلمية المتفرقة، والمعروفة اليوم بكُناش أو مجموع ابن عيسى، وقد آلت مكتبة الشيخ سليمان البسام بالشراء الشرعي لإحدى المكتبات الخاصة بالرياض.
كما يظهر أن بعض كتب ومصنفات الشيخ ابن عيسى قد انتقل إلى الرياض في حياته، وقد تملّك بعضَها الشيخُ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ (1278ـ1367هـ) الذي كانت تربطه مع الشيخ علاقةٌ وصداقة متينة [28]، ويرى الشيخ حمد الجاسر أن طائفةً من كتب الشيخ ابن عيسى آلت بعد وفاته إلى الرياض، حيث “جرت العادة بأن العالِم في نجد إذا توفي تُنقل كتبه إلى الرياض، إذ هي مقر العلماء الذين يعرفون قيمتها ويقدّرونها، وقد يكون من بينها ما لا يصلح للتداول مما يؤثر في العقيدة أو الأخلاق، فيجري منعه” [29]، والأظهر أن ذلك ليس قاعدةً عامة، وإنما يجري ذلك في حق مَن يُستبان حاله، كما هو الشأن في مكتبة الشيخ عثمان بن منصور التميمي (ت/1282هـ).
ـ مصنفات الشيخ ابن عيسى:
على الرغم من قدرة الشيخ الأدبية وحذقه البياني وسيلان قلمه، إلا أنه لم يكن مكثراً من التصنيف، ولعل سبب ذلك يعود إلى ما كان عليه غالب علماء نجد من شظف العيش ومشقة الحال، إضافة إلى أن المصنفين محل انتقاد الناظرين، فكان ذلك صارفاً لكثير منهم عن التأليف، فيجري الاكتفاء بنسخ الكتب والقراءة والإقراء. ويوضح ذلك الشيخ عثمان بن بشر (ت/1290هـ) بأعمق عبارة حيث يقول: “والتصنيف شيءٌ صعب، ولا يُنال إلا بنكدٍ وتعب، ومعترِضٌ لألسنة الحاسدين، وتنقّشات الطاعنين، وما أنا فيه من طلب المعيشة، وقلة العيشة، وكثرة العيال، وأشياء لا يعلمها إلا ذو الجلال …” [30] . قد عبر الشيخ ابن عيسى بعبارة قريبة من ذلك حين قال متحدِّثاً ومعتذِراً عن تصنيف كتابٍ جامعٍ في تاريخ نجد:
“فيوم نظرتُ وإذا مَن صَنَّف فقد استُهدِف، وإذا أني أعرف أني قاصر، ورحم الله من عرف قدر نفسه، والوقت ما يخفى جنابك، والناس لا يتركون… صحيحاً، وتعرف داء المعاصرة، فمن هذا السبب انثنى العزم، وقلتُ: إن غُفِل عني فذلك المطلوب”[31] .
ولا تذكر المصادر سوى مجموعاته في التاريخ، التي طبع بعضها بعنوان “عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر” وجعله ذيلاً على تاريخ ابن بشر، والنبذة الأخرى المطبوعة بعنوان “تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد” ونسخ أخرى في التاريخ متباينة طولاً وقصراً حسبما يتوافر للشيخ من معلومات.
وللشيخ قصيدةٌ نظمها سنة 1332هـ في الرد على يوسف بن إسماعيل النبهاني (1265ـ1350هـ) في قصيدته المعروفة بالرائية الصغرى التي نظمها عام 1326هـ .
وله مختصراتٌ لنبذٍ وأجزاء عن بلاد العرب وأيامهم وأنسابهم وأنساب الأشراف صرّح بتلخيصها من بعض الكتب.
وله مجاميع متفرّقة تضمنت تدويناتٍ في الفوائد الفقهية، واللطائف الأدبية، والمنظومات الشعرية، والمعلومات التاريخية والنَّسَبية جاءت متتابعة بلا ترتيب .
وتعمل دارة الملك عبدالعزيز حالياً على ترتيب آثار الشيخ ابن عيسى وإصدارها على هيئة الأعمال الكاملة، مرتبةً حسب الفنون، ولا شك أن هذا العمل سيوضح مدى مشاركة الشيخ في كل فنٍّ وبروزه فيه على وجهٍ أكثر دقة.
ـ ابن عيسى بين علوم الرواية والدراية:
يقصد بعلوم الرواية ما يتصل بالفنون المعتمدة على النقل والإسناد والقائمة على تحمل الشيوخ وأداء التلامذة عنهم، كما هو الشأن في علوم القرآن والسنة والعقيدة والتاريخ والأنساب، مما لا يدخله الاجتهاد في الرأي في المقام الأول. وبطبيعة الحال فإن علوم الدراية على العكس من ذلك، حيث يكون النظر واعتماد القياس والتحليل هو المصدر الأساس لتشقيق المسائل وتفريعها، كما هو الحال في علم الفقه على سبيل المثال.
وظاهرٌ مما سبق اهتمام الشيخ بالجانبين وأخذه من كل طرفٍ بنصيبٍ وافر، فدراسته وتدرسيه في الفقه والفرائض شاهدان على عنايته بعلوم الفهم والدراية، مما أهّله لمنصب القضاء وترشيحه لذلك أكثر من مرة [32] ، غير أن عنايته الكبرى كانت منصرفةً فيما يبدو إلى جانب علوم الرواية، ومما يشهد لذلك اهتمامه البالغ بتدوين الأنساب وتحريرها وفتياه الناس فيها [33]، وتقييد التواريخ والأشعار، كما يشهد لذلك أيضاً اهتمامُه بموضوع الإجازات العلمية، وهي قائمةٌ على علم الإسناد والرواية.
وهذا مما جعل الشيخ ابن عيسى مقصدَ كثيرٍ من الطلبة من أشيقر وعنيزة والكويت لقراءة أطراف الكتب الحديثية واستجازته في عموم أسانيده ومروياته، ولذا حظي بشرف الرواية عنه جمعٌ من التلامذة، كالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجاسر ، والشيخ عبدالله بن خلف الدحيان، والشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عثمان بن صالح القاضي، والشيخ سليمان بن صالح البسام، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد البسام، فقد أجاز هؤلاء جميعاً بإجازاتٍ مكتوبة، وكانوا على درجةٍ عالية من الحرص على الرواية عن المترجَم، ولما أن تأخر الشيخ ابن عيسى عن كتابة الإجازة إلى بعضهم، أرسل إليه الشيخ ابن سعدي بشأن ذلك، فقال:
“جناب المكرّم المحترم شيخنا الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى سلمه الله تعالى وحفظه من كل شر.. بعد إبلاغكم السلام ورحمة الله وبركاته على الدوام، مع السؤال عن صحتكم، لا زلتم بأتم الصحة، وقد قدَّمنا لكم قبله كم كتاب، ولا جانا منك كتاب، واشتغل الخاطر من طرفكم، كذلك ـ متّع الله بك ـ الذي وعدتنا من كَتْب الإجازات تأخرت تأخراً يُستكثر على جنابكم؛ لأن طبعكم الحزم، مع علم جنابكم بشفقتنا على ذلك، وحنّا كل وقت نتحرى وصولهن، إن شاء الله أنهن جاهزة ، وإنكم ترسلونهن مع أول قادم، جُزيت عنا خيرا … هذا ما لزم منا. السلام على الولد صالح، والعزيز … ومن لدينا الشيخ صالح، وعثمان، وجميع المحبين، والسلام. الأولاد: عبدالرحمن الناصر السعدي، وعبدالله العبدالرحمن البسام، وسليمان الصالح الحمد البسام. 25 جمادى الآخر 1340هـ ” [34].
ولعل في قادمات الأيام ما يكشف عن المزيد من جهود الشيخ ابن عيسى في العناية بعلوم الرواية والدراية وإسهامه الفاعل في علوم الشريعة على جهة الخصوص، وإن في الوقوف على ما يستجد من مخطوطات الشيخ التي لم تر النور بعد ما يُسهم في بيان ذلك وإبرازه.
رحم الله الشيخ إبراهيم، وأجزل مثوبته، وأخلفه في عقبه وتلامذته.
([1]) انظر في ترجمته وأخباره: مشاهير علماء نجد (285) ، تسهيل السابلة (3/1777) ، علماء نجد خلال ثمانية قرون (1/318) ، روضة الناظرين (1/44) ، المبتدأ والخبر (1/56)، الأعلام للزركلي (1/44)، معجم المؤلفين (1/30)، ملحق النعت الأكمل للغزي (410)، موسوعة الأعلام للحازمي (1/85)، الإجازة العلمية في نجد (3/720)، الآثار المخطوطة لعلماء نجد (203)، موقفو المخطوطات النجديون (14).
([2]) نُشرت في ثلاث حلقات بمجلة العرب، وتحدث في الحلقة الثانية منها عن جماعة منهم الشيخ إبراهيم بن عيسى. انظر: مجلة العرب الجزء العاشر، السنة الخامسة، عدد ربيع الثاني 1391هـ (ص885-888).
([3]) انظر: العلماء والكتاب في أشيقر خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين (2/309-328) ، ط1/ 1421هـ. جمعية أشيقر الخيرية.
([4]) مجلة جامعة الإمام ، عدد 36، شوال 1422هـ.
([5]) دراسة منشورة في دارة الملك عبدالعزيز، ط1، 1427هـ.
([6]) مجلة الدارة، السنة 42 ، العدد الثاني ، جمادى الآخرة 1437هـ. وتشير الوثيقة إلى أن رحلته إلى بلاد الهند انطلقت من شقراء في شهر صفر عام 1323، وعاد منها إلى أشيقر في ربيع الآخر سنة 1324هـ.
([7]) الإجازة العلمية في نجد (3/724).
([8]) المصدر نفسه (3/721).
([9]) علماء نجد خلال ثمانية قرون (3/184).
([10]) المصدر نفسه (3/733).
([11]) المصدر نفسه (3/722).
([12]) انظر: روضة الناظرين (1/44)، ولم يصرّح إلا باسم الشيخ صدّيق، وهذه المعلومة مما تفرد بها الشيخ محمد العثمان القاضي في كتابه المذكور، ومع أن رحلته الهندية المنشورة مؤخراً لم تشر إلى أي جهود علمية قام بها الشيخ ابن عيسى في تلك الديار، إلا أن ذلك لا ينفي أخذه عن هؤلاء، وقد صرّح شيخنا القاضي بأن لوالده الشيخ عثمان بن صالح مع الشيخ ابن عيسى “حكايات ونوادر” أثبتها والده في مسوَّدات يحتفظ بها، فلعل هذه المعلومة وغيرها مما نقلها عن تلك المسوّدات.
([13])علامة الكويت عبدالله بن خلف الدحيان (ص90).
([14]) علماء نجد خلال ثمانية قرون (1/324).
([15]) المصدر نفسه (1/322).
([16]) تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد (ص18).
([17]) انظر: روضة الناظرين (1/44).
([18]) لا نعلم من هو تحديداً، كما أن الشيخ محمد بن مانع علّق على ذلك بقوله في هامش النص من نسخته الخاصة: “لم يصرّح باسم هذا التلميذ، والمعروف أن المؤلف (يعني ابن جاسر) لم يشتغل بالتدريس لا لقصورٍ به عن ذلك، ولكن لكثرة أعماله الشاغلة له عن التفرّغ للتعليم”. انظر: مفيد الأنام لابن جاسر (1/3) نسخة الشيخ ابن مانع الخاصة المحفوظة بمكتبة الملك فهد الوطنية.
([19]) مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج بيت الله الحرام ، مقدمة الكتاب (1/1-2)
([20]) انظر: مجلة العرب السنة السابعة عدد 1393هـ (ص636)، وعنه: مشاهير علماء نجد وغيرهم (ص286).
([21]) وتقع في أوراق أربعة نشرت في دورية عالم المخطوطات والنوادر ، عدد 1417هـ (ص64)، وانظر: العلماء والكتاب في أشيقر (2/321).
([22]) انظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون (2/81).
([23]) يشكك بعض الباحثين في كون هذه النسخة بخط ابن تيمية، لعدم تطابقها مع خطه المعهود، وهي قضية تحتاج لدراسة مستقلة.
([24]) محفوظة بمكتبة جامعة الإمام ضمن مجموع برقم (8870/خ).
([25]) انظر: علامة الكويت عبدالله بن خلف الدحيان (ص106).
([26]) انظر نماذج من ذلك في: العلماء والكتاب في أشيقر (2/329)، موقفو المخطوطات النجديون (ص14).
([27]) انظر: مخطوطة لمجموعة من رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية محفوظة بمكتبة جامعة الإمام برقم (8870/خ).
([28]) انظر: ورقات غير منشورة من تاريخ ابن عيسى ، ملحق (33).
([29]) تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد (16).
([30]) سهيل فيما جاء في ذكر الخيل (54) ، وبنحوه في عنوان المجد (2/8) .
([31]) ورقات غير منشورة من تاريخ ابن عيسى ، الملحق (51).
([32]) رُشِّح الشيخ لتولي قضاء عنيزة مرتين: الأولى سنة 1308هـ ، والأخرى بعد عزل الشيخ عبدالله بن عائض سنة 1318هـ، فامتنع في المرتين طلباً للسلامة وابتعاداً عن الشهرة. انظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون (1/329).
([33]) انظر: قراءة في بعض المذكرات والرسائل الشخصية للشيخ ابن عيسى (ص122).
([34]) الإجازة العلمية في نجد (3/743).