الإجماع في القواعد الفقهية: تأصيلاً وتطبيقاً
نبذة عن الموضوع:
تبرز القاعدة الفقهية ، باعتبارها من الكليات الشرعية التي يُبنى عليها ما لا يحصى من الفروع الفقهية ، وتختلف القواعد من حيث مصدرها وأساس تكوينها إلى قواعد مصدرها القرآن الكريم ، وأخرى مبنية على السنة النبوية ، وقواعد مردها إلى القياس ، وثمة قواعد كان مصدرها اتفاق الأمة وإجماع العلماء على اعتبارها والعمل بها ، وهذه القواعد الإجماعية وإن كان مردها إلى النصوص الشرعية باعتبار استناد الإجماع إلى النصوص ، إلا أن الإجماع يُكسِبها مزيد قوة واعتبار ، والغرض من البحث الكشف عن القواعد المبنية على الإجماع ، ورصد واستقراء ما يمكن من القواعد التي حُكي عليها الإجماع بألفاظه المختلفة ، وتحرير الكلام في صحة الإجماع المدّعى ، بتتبع مصدر الحكاية في كل قاعدة ، وتصنيف هذه القواعد الإجماعية من حيثيات متعددة ، وبيان خصائص هذا النوع من القواعد ، وأثر الإجماع فيها وفيما يندرج تحتها من فروع . ولعل هذه الدراسة تسهم في بيان مصدرٍ مهم من مصادر تكوين القاعدة الفقهية ، قلَّ التعرض له والإشارة إليه .
ويأتي هذا الموضوع لتمييز القواعد الإجماعية عما سواها ، كما يعالج بعض القضايا المهمة المتصلة به ؛ كبيان الفرق بين القاعدة الإجماعية والقاعدة الاتفاقية ، وهل ثمة قواعدُ فقهية مجمعٌ عليها خلا القواعد الفقهية الكبرى ؟ وهل يلزم من الاتفاق على القاعدة الكبرى: الاتفاق على ما يندرج تحتها من القواعد ؟ وهل جميع القواعد المنصوص عليها من الوحيين متفق عليها ؟ وهل الاتفاق على أحكام الفروع المندرجة تحت قاعدة دليلٌ على الاتفاق على تلك القاعدة ؟ وغير ذلك من المسائل .